حصري | الوزيرة نزهة الوفي : المغرب أعطى نموذجاً ملهماً للعالم في أهمية التسامح والاعتدال والتعايش المشترك

عرب كندا نيوز - (حصري): في لقاء حصري  خاص بعرب كندا نيوز تحدثت وزيرة الجاليات المنتدبة من وزارة الخارجية والتعاون السيدة نزهة الوفي التي تزور كندا حاليا ، عن أهمية زيارتها في اطار اهتمامها بمتابعة شؤون الجالية المغربية ولقائها مع وزير الهجرة  لمقاطعة كيبيك ، جولان باريت.

الوزيرة الوفي قالت لعرب كندا نيوز  في معرض ردها على سؤال عن سبب زيارتها الى كندا ، انها قامت بزيارة تواصلية مع المغاربة المقيمين في الخارج وخاصة المقيمين في مقاطعة كيبيك،  هذا الى جانب عقد لقاءات رسمية ناجحة منها اللقاء الثنائي مع وزير الهجرة في كيبيك السيد جولان باريت وذلك من أجل مناقشة حقوق مغاربة كندا ، بالإضافة الى عقد اتفاق مع الطرف الكندي فيما يتعلق بتعبئة الكفاءات وضمان حقوق المغاربة في كندا.

جاء هذا إلى جانب عقد لقاءات مع ابناء الجالية المغربية في كلٍ من مونتريال / كيبيك، وتورنتو /  أونتاريو، حيث ان التواجد لأبناء الجالية المغربية كبير وفعال في هاتين المدينتين الكنديتين الهامتين، وذلك بهدف التفاعل معهم وحثهم على المشاركة بورشات العمل الإقتصادية نزولاً عند رغبة جلالة الملك محمد السادس الذي اطلق دعوة للإنخراط في مثل هذه الورشات الاقتصادية والاجتماعية خاصة ان كندا تحتوي على هجرة كبيرة ونخبة نوعية من المغاربة وهي جالية مندمجة في النسيج الإقتصادي والاجتماعي والسياسي الكندي ، كما أن المملكة المغربية لديها الرغبة والإرادة في أن يتم إنخراطهم واندماجهم في التنمية الإقتصادية الحاصلة في المغرب .

كما عبرت الوزيرة الوفي عن أن زيارتها الى كندا كانت ناجحة ومتميزة سواء مع الجانب الرسمي الكندي او مع السادة والسيدات من مغاربة كندا ، هذا بالإضافة الى لقائها المتميز مع نسيج الجالية اليهودية المغربية الذين يمثلون قيمة مضافة للمغرب ويترجمون التنوع الحقيقي الذي يؤمن به المغرب، خاصة فيما يتعلق بقيم التسامح والاعتدال والحوار بين الأديان وقيم العيش المشترك الذي تزخر بها المملكة المغربية ، وأنها مرتاحة للنتائج الإيجابية التي حققتها الزيارة حتى الآن.

وبخصوص قيم التسامح وحوار الأديان والعيش المشترك التي تتبناها المملكة المغربية ، أكدت الوزيرة الوفي أن المغرب يُعتبر نموذجاً رائداً في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بترسيخ وتجسيد نموذج متميز على المستوى العربي والإفريقي في قيم التسامح والاعتدال والعيش المشترك، حيث أن المملكة المغربية قدمت نموذجاً وأعطت دروساً للعالم عبر القرون في قيم التسامح ، والقليل هم من يعرفون هذا الأمر ، حيث أنها استطاعت أن ترتقي بمستوى إندماج جاليات من مختلف الديانات كالجالية اليهودية  الى مأسسة الديانة اليهودية حيث يوجد في المغرب محاكم يهودية يتم تنصيبها رسمياً من طرف الدولة المغربية ، هذا بالإضافة الى التعايش الكبير بين مختلف النسيج المجتمعي المغربي ، حيث أن هذا الزخم من قيم التسامح والإعتدال والعيش المشترك مثل مكونات العنصر الجيني للمجتمع المغربي، وتجده في كل حياة وممارسات وسلوكيات الفرد المغربي الإجتماعية ، وهذا ما أسست إليه إمارة المؤمنين بإعتبارها مؤسسة ضامنة وموحدة لكل التنوع الثقافي المغربي حيث بات هذا الأمر ملهماً للعالم وللجاليات العربية والإسلامية والجاليات المغربية في الخارج مما يساعدهم في حل العديد من المشكلات التي تواجهها بعض الدول خاصة فيما يتعلق باستغلال الأقليات المسلمة او الأقليات الثقافية المختلفة، لحسابات سياسية للأسف أو لصعوبة العيش المشترك وتقبل الآخر،  بما ينعكس إيجاباً على دول الإستقبال سواء على المستوى الإقتصادي او السياسي او الاجتماعي.

وحول التحديات التي تواجه الجاليات العربية والمسلمة الناجمة عن الإرهاب والتطرف أفادت الوزيرة الوفي بأنه يجب تصحيح الصورة السلبية في هذا السياق ، حيث أن الجالية العربية والمسلمة بمجملها هي جالية مبدعة ومنسجمة ومندمجة وهي جاليات مواطنة ، أي انهم مواطنين ويتمتعون بكامل المواطنة ويعتزون بانتمائهم لبلدانهم الثانية،  حيث ان مكونات الجالية العربية والإسلامية شاملة ومؤثرة ، وقد اصبح من بينهم الاقتصاديون والسياسيون والوزراء والبرلمانيون لا بل اصبح منهم من يتبوأ مناصب عليا في المؤسسات الاقتصادية والسياسية  والاجتماعية، وهذا لا يغفل بطبيعة الحال حقيقة ان هناك جانب آخر من الصورة يحتاج الى العمل عليه من أجل تصويبه ، خاصة من خلال السياسات المعتمدة على حق المواطنة وليس على التمييز، كما يجب مكافحة التطرف من خلال سياسات اجتماعية متوازنة،  حيث أن السبب لهذا التطرف يكون في غالب الأحيان أصله اجتماعي ، لذلك يجب مواجهته من خلال النقاشات الثقافية الإيجابية والبناءة والمنفتحة تجاه أهمية الإيمان بقيم الاعتدال والتسامح والعيش المشترك والتنوع الثقافي أيضاً.

مضيفة ، ان مصر والمملكة المغربية رسمتا صورة جميلة وهي الدول التي لا يشكل لها الاختلاف الثقافي والديني معضلة او مشكلة بل أنها أعطت نموذجاً مهماً حول أهمية التعايش المشترك بين مختلف الديانات السماوية،  مما انعكس ايجاباً على حالة السلم المجتمعي والتعايش المشترك بين الجميع وبسلام وأمن وأمان، وبالتالي وجب أن يتم تلاشي كل ما يشوب هذه الصورة من خلال العمل المشترك والتعاون الثنائي ومكافحة التمييز العنصري وإعطاء هامش كبير للشباب الصاعد من اجل منحه فرصة للإبداع والانخراط في التنمية ، وأيضا ضرورة العمل على تفعيل السياسات الوطنية والإعلامية،  بالإضافة إلى السياسات الاجتماعية وذلك من اجل مكافحة الهشاشة في أوساط الشباب